مراسلة لوالي جهة بني ملال خنيفرة حول الإعتداءات المرتكبة من طرف الأشخاص الذين يعانون اضطرابات نفسية وعقلية

وجّه فرع المركز المغربي لحقوق الإنسان بدائرة بني موسى الغربية، بإقليم الفقيه بن صالح، مراسلة رسمية إلى والي جهة بني ملال خنيفرة وعامل إقليم بني ملال، يناشد فيها السلطات بالتدخل العاجل للحد من الاعتداءات المتزايدة التي يرتكبها أشخاص يعانون من اضطرابات نفسية وعقلية.
وطالب المركز، من خلال المراسلة باتخاذ إجراءات قانونية وصحية تكفل حق هذه الفئة في العلاج، وتضمن في الوقت ذاته أمن وسلامة المواطنين. مستندا في ذلك إلى ما شهدته المنطقة مؤخرا من الحوادث الخطيرة، كان أبرزها جريمة قتل مروعة هزت جماعة أولاد عياد يوم 14 فبراير 2025، حيث قتل شاب يعاني من اضطرابات نفسية رجلا خمسينيا طعنًا، فيما نُقلت زوجته في حالة حرجة إلى المستشفى. وفي اليوم نفسه، تعرض طفل بمدينة سوق السبت لاعتداء من لدن شخص مختل عقليًا؛ ما استدعى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأضاف المركز في المراسلة أن هذه الاعتداءات ليست حالات معزولة، فقد سبق أن شهدت المنطقة حوادث مماثلة؛ منها وفاة رجل في الستينيات من عمره بعد اعتداء وحشي من طرف مختل عقليًا بالجماعة الترابية حد بوموسى يوم 12 يناير 2024، إلى جانب جريمة قتل في جماعة لكريفات في غشت 2024، راح ضحيتها رجل في الـ54 من عمره على يد شاب يعاني من اضطرابات نفسية.
وأشارت ذات الوثيقة أن أعداد المرضى النفسيين المنتشرين في الشوارع والأماكن العامة في تزايد مستمر؛ ما يشكل تهديدًا حقيقياً للأمن والسلم الاجتماعيين بجهة بني ملال خنيفرة مؤكدة هذا الوضع يستدعي تدخلاً عاجلاً لتفادي المزيد من المآسي، داعيا إلى تفعيل مقتضيات الظهير الشريف رقم 1.58.295 الصادر سنة 1959 بشأن الوقاية من الأمراض العقلية ومعالجتها، إضافة إلى احترام الدستور المغربي الذي يضمن الحق في الحياة والسلامة الجسدية (المادة 20) والكرامة الإنسانية (المادة 21).
وأعرب المركز عن أمله في استجابة سريعة من السلطات المعنية، مشددًا على أن حماية المواطنين وضمان حقوق المرضى النفسيين تتطلب تضافر جهود جميع الفاعلين، سواء كانوا من المؤسسات الحكومية أو المنظمات غير الحكومية أو القطاع الصحي.