ميوزيك.. دعوة لحماية حقوق الموسيقيين أمام تنامي البث الرقمي


أكد مهنيون في الصناعة الموسيقية من المغرب وخارجه، أمس الجمعة بمعهد ثيربانتيس بالرباط، على ضرورة إحداث منظومة تمكنالموسيقيين من حماية حقوقهم المهددة بسبب تصاعد البث الرقمي.

وناقش مجموعة من الخبراء القادمين من النمسا وفرنسا والسويد والسنغال وكينيا وتونس وإسبانيا، خلال ندوة بعنوانالحوار الدولي للمبدعين: إعادة التفكير في البث الموسيقي، ضمان نظام ملائم لصانعي الموسيقى، التي نظمت في إطار الدورة العاشرة لمهرجانفيزافور ميوزيك، التحديات التي يواجهها نمو هذا الشكل من التوزيع الموسيقي.

وأوضح المتحدثون في هذا اللقاء أنه، على عكس العروض الموسيقية التي يتم بثها على التلفاز أو عبر الإذاعة، فإن بث الموسيقى الرقمية، المعروفة باسمالبث المباشر، يتكون من النقل المستمر لملفات الصوت أو الفيديو إلى المستخدمين عبر الإنترنت، مما يتيحالاستمتاع بالموسيقى في أي وقت وفي أي مكان، دون مواجهة إكراهات التنزيل أو استخدام البرامج أو تطبيقات الموسيقى.

وتعتبر طريقة البث هذه، وفقا لمعظم الخبراء المشاركين في الندوة،أكثر ربحية للجمهور وشركات الموسيقى مقارنة بالفنانين والمبدعينالمعنيين، وتغطي في بعض الحالاتبالكاد 5 في المائة من اشتراكات المستخدمين في المنصات الرقمية، وهو معدل يعدرمزيا“.

وفي هذا الصدد، قال الأمين العام للاتحاد الدولي للموسيقيين في فرنسا، بينوا ماشويل، على هامش اللقاء، إنهذا اللقاء يهدف إلىتسليط الضوء على فشل نموذج البث المباشر في صناعة الموسيقى الذي يخدم منصات التوزيع وشركات التسجيل، على حساب المبدعينوالملحنين وكتاب الأغاني وفناني الأداء“.

وأضاف أنالهدف هو تشجيع الفنانين على بناء مسار مهني في مجال الموسيقى دون حرمانهم من أرباحهم المشروعة التي تذهب لصالح شركات الموسيقى الكبرى أو، بكل بساطة، تنتهي إلى العدم“.

من جهتها، أبرزت نويليا سالاس مونيز، مديرة الحساب في جمعية الفنانين والمؤديين، خلال تقديمها للنموذج الإسباني في هذا المجال، أن موسيقيي الاستوديو في إسبانيا أصبح لديهم الحق في الحصول على تعويض على أساس عائدات منصات البث، بموجب التشريع الذيدخل حيز التنفيذ سنة 2018.

وقالت إن هذا التعويض مدرج في العقود المبرمة سلفا بين الفنانين وشركات التسجيل، وكذلك بينها وبين منصات البث.

وفيما يتعلق بالممارسات في السوق الإفريقية، قال ديديي عوضي، الفنان ومدير استوديو في السنغال، إن إفريقيا، على الرغم من كونها واحدة من أكبر أسواق الموسيقى الناشئة، في حاجة إلىالاستفادة من مزايا البث من خلال دمقرطة الولوج إلى الإنترنت، داعيا إلىالمزيد من الشفافيةفي ما يتعلق بحساب وتوزيع الأرباح.

من جانبها، أشارت شارون أونياغو أوبو، المنتجة الكينية، إلى أن الاجتماع يهدف إلىإلقاء نظرة عن كثب على النظام العالمي للبثالموسيقي، معتبرة أنهبإمكان منصات البث أن تكون أكثر إنصافا للفنانين“.

وشددت على أنهفي كينيا، تم تنفيذ مبادرات عديدة، خاصة في ما يتعلق بالتكوين، ولكن نأمل أن تبذل مزيد من الجهود لتوعية الفنانين بحقوقهم الثابتة في استغلال هذه المنصات“.

ولم يفت المتدخلين التنويه بصمود الموسيقيين والفنانين من مختلف البلدان، الذين يواصلون مساراتهم الإبداعية على الرغم منالتعويضات الهزيلة والدعم المالي المحدود من الجمهور، داعين إياهم إلى تسجيل أعمالهم.

وتتواصل النسخة العاشرة من مهرجانفيزا فور ميوزكحتى 25 نونبر الجاري، ببرنامج دراسي رئيسي لإرشاد الفنانين حول كيفيةاستخدام منصة الموسيقى الرقميةسبوتيفاي” Spotify.

وتعرف هذه النسخة تنظيم أكثر من 60 حفلة موسيقية فريدة من نوعها، وأكثر من 15 لقاء ومحاضرة وورشة تدريبية.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button
error: المحتوى محمي !!
Close

تم الكشف عن مانع للإعلانات

يرجى إيقاف مانع الإعلانات للاستمرار في التصفح

نلاحظ أنك تستخدم مانعاً للإعلانات. يعتمد موقعنا على عائدات الإعلانات لتقديم محتوى مجاني عالي الجودة. نشكرك على إيقاف مانع الإعلانات وإعادة تحميل الصفحة للوصول إلى المحتوى.

نشكركم على دعمكم!